تنبيه مهم لمن أراد أن يعرف قول الإمام أحمد ومذهبه
قال الإمام الخلاَّل رحمه الله تعالى في كتابه :" أحكام أهل الملل من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل ". ما نصه :(ص133-132):
" وأبو عبد الله - أي الإمام أحمد رحمه الله تعالى - يحتاج من يقلد مذهبه أن يعرفه من رواية جماعة، لأنَّه ربما روى عنه المسألة الواحدة جماعة حتى يصحح قوله بها العشرة ونحوه ، لأنَّه ربما يُسأل عن المسألة ، فيقول : لا أدري ، وإنَّما يعني لا أدري ما اختار ، ويُسأل عن تلك بعينها فيجيب بالاختلاف لمن قال : لا ونعم ، ولا ينقد قول .
ويُسأل عن تلك المسألة أيضاً في وقت آخر ، فيحتج لمن قال : لا ، ولا ينقد له قول .
ويُسأل عن تلك المسألة أيضاً فيحتج للجميع ويعلق مذهبه .
ويُسأل عن تلك المسألة أيضاً وقت فيجيب بمذهبه من غير احتجاج للمسألة إذا كان قد بُين له الأمر .
وكان يُسأل عن تلك المسألة أيضاً أو يحتج عليه ، ويُسأل عن مذهبه وعن الشيء ذهب إليه فيجيبهم فيه على مذهبه في تلك المسألة ي ذلك الوقت .
وفي مسائله رحمه الله تعالى يحتاج الرجلُ أن يتفهمها ولا يعجل ، وأمَّا هو فقد قال : ربما بقيتُ في المسألة ذكر بعضهم عشرين سنة ، يعني حتى يصحح ما يختار فيها ، وذكر بعضهم عنه العشر سنين إلى الثلاث سنين.
وإنَّما بينتُ هذا كله في هذا الموضع ، أعني لمن يقلد من مذهب أبي عبد الله شيئاً أن لا يعجل ، وأن يتثبت ، نفعنا الله وإيّاكم ونسأله التوفيق فإنَّه لطيف .
فقد كان أبو عبد الله رجلاً لا يذهب إلاَّ في الكتاب والسنة ، وقول الصحابة والتابعين ، وكان يحب السلامة والتثبت مما يقول ويدفع الجواب ، فإذا أجاب لم يجب إلاَّ بما قد صحَّ عنده ". انتهى كلام الخلال رحمه الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق