من أسباب الانحراف الفكري وسقوط بعض شباب المسلمين في أوحال الشبهات المضلة:
المشكلة لها عدة أسباب، لكن من أهمها من وجهة نظري:
١- ضعف التربية والتعليم عندنا وعدم القدرة على إيجاد الرغبة والقناعة بأهمية العلم في نفوس الأجيال الجديدة، مع الضعف الظاهر في التربية الإيمانية.
٢- الانفتاح الإعلامي الذي يستطيع كل أحد أن يصل من خلاله لكل شيء بلا قيد ولا صعوبة؛ فاطلعوا على أمور لم يألفوها ولم يسمعوا بها؛ فصادفت قلوبا خالية وعقولا فارغة، فتمكنت.
٣- قاعدة صحيحة وردت في حديث ضعيف، وهي: " ومن ابتغى الهدى في غيره [ أي القرآن ] أضله الله"
فعزوف الكثير من أفراد هذه الأمة عن القرآن والتماسهم العلم والحكمة والهدى في غيره من المصادر البشرية من أخطر أسباب الضلال والانحراف - خاصة في طبقة القراء والمثقفين .
وأكاد أجزم أنه لم يضل أحد إلا وقد سبق ضلاله هجر مرحلي للقرآن جعله يصل إلى مرحلة " نَبَذَ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ..." والنتيجة "واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ...".
ورحم الله الشيخ السعدي؛ إذ نبه على هذه الحقيقة في تفسير آية البقرة بقوله: ( ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق