السبت، 21 يونيو 2025

مراحل الدارسين لعلم التفسير

 


المرحلة الأولى: قراءة كتب غريب القرآن ومفرداته قراءة ضبط وحفظ للغريب. ومنها: الميسر في غريب القرآن إصدار مجمع الملك فهد، وكلمات القرآن لفايز السريح، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة


المرحلة الثانية: دراسة كتب علوم القرآن، ولها أهمية في علم التفسير، ومن أحسنها:

١- أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين

٢- الميسر في علوم القرآن إصدار مركز الدراسات القرآنية بمعهد الشاطبي

3- كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع.


المرحلة الثالثة: دراسة كتب أصول التفسير وقواعده مع ضبط القواعد. ومن أحسنها:

١- المهذب في أصول التفسير للدكتور إبراهيم الحميضي

٢- فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار

٣- مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية مع شرحها للطيار



المرحلة الرابعة: الاطلاع على كتب مناهج المفسرين، ومنها:

١- القول المختصر المبين في مناهج المفسرين للنجدي

٢- مناهج المفسرين للدكتور إبراهيم الحميضي


المرحلة الخامسة: قراءة كتب التفسير بالتدرج الآتي:


1- فيبدأ بتفسير مختصر كالتفسير الميسر أو المختصر في التفسير


2- كتب المتون التفسيرية كالوجيز للواحدي أو الجلالين، والتسهيل لابن جزي


3- الكتب المتوسطة التي جمعت بين سلامة العقيدة واعتماد أقوال السلف ومنهجهم ، كتفسير السعدي وتفسير البغوي وتفسير ابن كثير أو أحد مختصراته [ومن أحسنها كتاب اليسير في اختصار تفسير ابن كثير و فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير]


4- كتب التفسير المطولة المحررة، كجامع البيان للطبري والمحرر الوجيز لابن عطية والجامع لأحكام القرآن للقرطبي والتحرير والتنوير لابن عاشور



والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الجمعة، 20 يونيو 2025

السؤال وأهميته في العلم والبحث

 (علمتني التجارب في حقول المعرفة ومخالطة كثير من أربابها أن السؤال هو العلم كله!
ومن برع في العلم والفهم والفكر إنما برع بسبب أنه يحسن السؤال فالسؤال فهم وفتح لعلوم أخرى.

وقد عرفت كثيرين جدا درسوا وقرؤوا وحفظوا الكثير الكثير، ولكنهم ما زالوا في نفس المربع لأنهم في غالب أمرهم لا يسألون النصوص التي يقرؤونها وغاية مرادهم تحصيل الموجود وإن سألوا فأسئلة ساذجة أو لا معنى لها!

وكنت أتأمل هذا المعنى فوقع على بصري مصادفة كلام للقاضي المالكي ابن العربي أفرحني كثيرا يقول فيه: "والعلم بالسؤال من أكبر أنواع العلم، وقد رأيت من يعرف الجواب جما غفيرا 
ولم أر من يعرف السؤال إلا قليلا، كما أني رأيت ألف رجل يحفظون أجوبة المدونة وما رأيت من يحفظ أسولتها..." إلخ

ومعرفة السؤال هي التي مكنت ابن عباس رضي الله عنه في العلم رغم حداثة سنه حتى قال عنه عمر رصي الله عنه: إنه فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول!
فالأسئلة التي كان يلقيها على نفسه أو على غيره صنعت منه عقلا فعالا يتعامل مع المعرفة باعتبارها حقول وينابيع يفجرها ويزرعها السؤال
ولذلك بلغ المنزلة التي قال عنها ابن تيمية:
"وهمة ابن عباس مصروفة إلى التفقه، والاستنباط، وتفجير النصوص، وشقِّ الأنهار منها، واستخراج كنوزها"
وكل هذه المهارات لا تتأتّى إلا بالسؤال العميق.

وقد وصفه علي رضي الله عنه وصفا بالغ الدقة:
"كأنما ينظر إلى الغيب من سترٍ رقيقٍ" 
ويخيل إلي أنه بلغ هذا الستر الرقيق بعلم السؤال حتى تكشفت له الحجب.
هذا إذا علمت أن ما سمعه من النبي ﷺ لم يبلغ 20 حديثا!

وإذا أردتُ أن أشخص حال الضعف في تعليمنا العام والعالي فأحد أسبابه المهمة هو أننا نعلم الجواب ولا نعلم السؤال!
كيف تسأل ثم تسأل ثم تسأل حتى تصل لآخر نقطة يقف عندها العقل.
وهذه المعضلة جعلت كثيرا من طلاب الدراسات العليا يفضلون اختيار موضوعات لدراساتهم وليس مشكلات!
الموضوعات تتصف بالعمومية وأسئلتها عامة وسطحية والمشكلات دقيقة وتكشفها أسئلة عميقة لم نتعلم مهاراتها جيدا.
لذلك قد تستطيع الحكم على جودة الدراسة من نظرة فاحصة لأسئلتها ومشكلتها.
فالأسئلة العميقة والدقيقة تنبئ عن عقل واع متقد وفاحص جيد للمعرفة!

وشخصيا لم أجد كتابا قويا أو فكرة عظيمة إلا كان وراءها سؤال عبقري محير!
وقد تكون بعض الأسئلة هي أسئلة المرحلة التي يعيشها الفكر فيأتي العبقري ينقب فيها "الرسالة للشافعي" نموذجا مميزا.

والأسئلة الذكية التي طرحها ابن تيمية على فكرة الإجماع أنتجت أفكارا قوية وجريئة وأسئلته في المجاز وخلخلته لمسلمات سابقة أخرجت رؤى تعالجها التداولية الآن في دراساتها اللسانية.

والخلاصة:
لكي ننتج علما حقيقيا يجب أن ننتج أسئلة علمية حقيقية ولكي ننتجها يجب أن نتعلم علم السؤال!) انتهى

الدكتور عبدالله السفياني

https://twitter.com/asufyane/status/1525924232026284033?s=20

نوع التعليق المطلوب

Disqus إدخال إسم المستخدم